هل سبق أن شعرت بصداع يتركز حول منطقة العينين ويجعل يومك أكثر صعوبة؟ صداع العين ليس مجرد إزعاج عابر؛ بل هو عرض شائع قد يكون له أسباب متعددة تتطلب التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.

في هذا المقال، نستعرض معًا ما سبب صداع العين وكيفية التعامل معه بفعالية، مع تسليط الضوء على أهم النصائح والإرشادات الطبية التي يقدمها الدكتور أحمد الهبش للحفاظ على صحتك وسلامة عينيك تابع القراءة لتكتشف كل ما تحتاج لمعرفته عن صداع العين وطرق التخلص منه.

سبب صداع العين

تتنوع أسباب صداع العين وتختلف الأعراض المصاحبة للألم حول العينين، وفيما يلي نستعرض أبرز هذه الأسباب وأكثرها شيوعًا:

سبب صداع العين: يمكن أن يكون سبب صداع العين ناتجًا عن العديد من العوامل مثل التوتر أو إجهاد العين. اكتشف المزيد عن هذه الأسباب وكيفية التعامل معها عبر موقع د. أحمد الهبش.

الشقيقة (الصداع النصفي)

تُعرف الشقيقة، أو الصداع النصفي (Migraine)، بأنها نوع من الصداع الشديد والمزعج الذي يتجاوز بكثير الألم الناتج عن الصداع العادي. يمكن أن يتسبب في شعور بضغط أو ألم خلف إحدى العينين أو كلتيهما، وقد يستمر هذا الألم لساعات أو حتى أيام.  

في بعض الحالات، قد يسبق الصداع النصفي ما يُعرف بـ”الهالة” (Aura)، وهي اضطرابات بصرية مؤقتة مثل رؤية وميض من الضوء أو نقاط سوداء.  

يعد الصداع النصفي من الأسباب الشائعة لصداع الرأس المصاحب لألم في العين، ويمكن أن يصيب جانبًا واحدًا من الرأس أو الجانبين معًا. وتشمل الأعراض المرافقة له:  

•    حساسية مفرطة تجاه الضوء أو الصوت.
•    الشعور بالدوار أو الإعياء.
•    الغثيان والتقيؤ.
•    تغييرات في المزاج.
•    ضعف في الرؤية.

الصداع العنقودي

يُعتبر الصداع العنقودي (Cluster Headache) من الأسباب الأخرى لصداع العين، حيث يسبب ألمًا حادًا حول العين ويظهر غالبًا في عين واحدة فقط، مثل صداع العين اليسرى أو اليمنى.  

يظهر الصداع العنقودي على شكل هجمات شديدة ومفاجئة من الألم تستمر لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة، ويُعد الرجال أكثر عرضة للإصابة به.  

ومن الأعراض المصاحبة لصداع العين الناتج عن الصداع العنقودي:  

•   تدميع العين.
•   احمرار العين وتورمها.
•  احمرار الوجه واحتقانه.

تلك الأسباب تستدعي اهتمامًا خاصًا لتجنب تفاقم الأعراض والحصول على العلاج المناسب.

الصداع التوتري

يُعتبر الصداع التوتري (Tension Headache) من أبرز أسباب صداع الرأس وصداع العين، ويُعد من أكثر أنواع الصداع انتشاراً بين الناس. يصيب هذا النوع من الصداع كلاً من الرجال والنساء، لكنه يظهر بشكل أكبر لدى النساء يمكن أن تحدث نوبات الصداع التوتري في أي وقت، وتتراوح مدة استمراره من بضع دقائق إلى ساعات أو حتى أيام وتشمل أعراضه:

•  الشعور بشد أو ضغط حول منطقة الجبهة.
•  ألم يمتد إلى فروة الرأس.
•  ألم خلف العين.
• شعور بعدم الراحة في الرقبة والكتفين.

التهاب الجيوب الأنفية

يُعد التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis) من الأسباب الشائعة للشعور بصداع خلف العين أو كلا العينين، حيث يتسبب هذا الالتهاب في شعور بضغط أو ألم يشبه الصداع خلف العينين، وفي الجبهة والخدين غالباً ما يكون صداع الجيوب الأنفية مصحوبًا بعدة أعراض منها:

•  انسداد الأنف وصعوبة في التنفس.
•  ألم في الأسنان، خاصة الأسنان العلوية.
• شعور بالإعياء والإرهاق.
• زيادة شدة الألم عند الاستلقاء.

إجهاد العين

يمكن أن يحدث إجهاد العين (Eye Strain) نتيجة النظر المطول إلى شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر، أو القيادة لفترات طويلة دون فترات راحة.

هذه الأنشطة تؤدي إلى تحفيز الدماغ بشكل مفرط والشعور بألم أو انزعاج في إحدى العينين أو كلتيهما بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم مشاكل الرؤية غير المعالجة في زيادة إجهاد العين وظهور صداع العين. وقد تترافق هذه الحالة مع أعراض مثل:

• حكة وحرقة في العينين.
•  تشوش الرؤية.
•  زيادة إفراز الدموع.
• آلام في منطقة الكتف والظهر. 

تجدر الإشارة إلى أن فهم الأسباب المختلفة لصداع العين يساعد في تحديد العلاج الأنسب للتخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة.

طرق علاج صداع العين

للوقاية من صداع العين، يُفضل دائماً تجنب المحفزات التي قد تؤدي إلى حدوثه ومع ذلك، في حالة الإصابة، يجب التركيز على معالجة السبب الأساسي للصداع فيمكن استخدام بعض الأدوية المسكنة أو الأعشاب الطبيعية لتخفيف الأعراض والصداع.

أدوية لعلاج صداع العين

تلعب مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية دوراً مهماً في تخفيف صداع العين، مثل ديكلوفيناك الصوديوم والإيبوبروفين لكن من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدامها وتجنب الإفراط في تناول المسكنات لتفادي تطور الصداع.

إضافة إلى ذلك، من المهم معالجة الأسباب المحتملة لصداع العين تحت إشراف طبي، وتشمل بعض العلاجات ما يلي:

• علاج الشقيقة (الصداع النصفي): تساعد أدوية مثل التريبتان على تخفيف الأعراض في غضون ساعتين ويمكن استخدام أدوية أخرى مثل حاصرات بيتا ومضادات الاكتئاب كجزء من خطة العلاج.
• الصداع العنقودي: قد تساعد أدوية مثل ناراتريبتان، وحاصرات قنوات الكالسيوم مثل فيراباميل، والكورتيزونات مثل بريدنيزولون في الوقاية وتقليل تكرار هجمات الصداع.
• التهاب الجيوب الأنفية: قد يتم وصف المضادات الحيوية إذا كانت العدوى بكتيرية، بالإضافة إلى مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض المرتبطة بالتهاب الجيوب الأنفية.

من خلال التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، يمكن التحكم في صداع العين والحد من تأثيره على الحياة اليومية.

ما هي أسباب صداع الرأس المصحوب بألم في العين

هناك العديد من الحالات الصحية التي قد تتسبب في صداع الرأس مع ألم في العين، مثل الشقيقة والتهاب الجيوب الأنفية، ولكن هناك أسباب أخرى قد تساهم في ظهور هذه الأعراض، ومنها:

التهاب الصُلبة (Scleritis)

هذا النوع من الالتهاب يؤثر على الجزء الأبيض من العين، ويعتبر من الحالات التي قد تكون أسبابها غير واضحة تماماً. ومع ذلك، يُعتقد أن أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة، قد تلعب دوراً في حدوثه. الأعراض تشمل حساسية شديدة للضوء، وألم حاد في العين، وتشوش الرؤية، وقد يرافقها ألم في الرأس أو الوجه أو الفك.

شلل الوجه النصفي (شلل بيل – Bell’s Palsy)

هو حالة تتمثل في ضعف أو شلل مفاجئ في عضلات جانب واحد من الوجه، ويمكن أن يسبب ألماً في نفس الجانب من الرأس أو الوجه فتشمل أعراض شلل الوجه النصفي فقدان الإحساس في الوجه، وصعوبة في إغلاق العين المصابة، والشعور بصداع.

التعرف على هذه الأسباب يمكن أن يساعد في فهم الحالة بشكل أفضل واتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج.

كيف تعرف أن صداعك ناتج عن مشاكل في العين؟

غالباً ما يكون صداع العين مرتبطًا بإجهاد العين نتيجة للتركيز المكثف على مهمة معينة لفترة طويلة، مثل التحديق في الشاشات الإلكترونية، أو القيادة لمسافات طويلة، أو القراءة دون إعطاء العين قسطًا كافيًا من الراحة. 

إذا استمرت الأعراض التالية، فقد يكون الصداع ناتجًا عن إجهاد العين:

• حساسية زائدة تجاه الضوء اللامع.
•  شعور بألم حاد ومزعج في العين.
•  تشوش وعدم وضوح في الرؤية.
•  صعوبة في التركيز بسبب ألم الصداع في منطقة العين.

هذه الأعراض تشير غالباً إلى أن العين بحاجة إلى الراحة أو إلى فحص طبي لتحديد السبب والعلاج المناسب.

ما هي محفزات صداع العين؟ 

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بصداع العين أو تسبب ظهور أحد أنواعه مثل الشقيقة، الصداع التوتري، وإجهاد العين وتشمل هذه المحفزات:

• التعرض للأضواء الساطعة أو القوية.
• بعض الروائح القوية أو النفاذة.
• تناول أطعمة معينة، مثل تلك الغنية بجلوتومات أحادية الصوديوم (الملح الصيني)، الشوكولاتة، والمشروبات الكحولية.
• التغيرات المفاجئة في الطقس.
• نقص النوم أو عدم الحصول على راحة كافية.
• الجلوس أو النوم في وضعيات غير صحية.
• التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة.
• التعرض للضوضاء العالية.
• الجفاف الناتج عن قلة تناول الماء.
• التوتر والإجهاد المستمر.
• اضطرابات الهرمونات.
• وجود مشكلات في عضلات الرقبة، الكتفين، أو الفك.
• عدم اتباع نظام غذائي متوازن.

معرفة هذه المحفزات يساعد في تجنبها قدر الإمكان، مما يقلل من احتمالية حدوث صداع العين أو التخفيف من حدته.

تمارين لتخفيف صداع العين

يمكن أن تساعد بعض التمارين البسيطة في التخفيف من حدة الصداع المرتبط بالعين، ومن أبرز هذه التمارين:

• تقنية 20-20-20: خذ استراحة قصيرة كل 20 دقيقة من استخدام الحاسوب أو الأجهزة اللوحية، وانظر إلى شيء يبعد حوالي 18 مترًا (ما يعادل 20 ياردة) لمدة 20 ثانية.
• تمرين الإبهام: انظر إلى إبهامك من على بعد 3 أمتار لمدة 15 ثانية، ثم انقل نظرك إلى شيء آخر على نفس المسافة للمدة نفسها، وكرر هذه العملية خمس مرات.
• اليوغا وتمارين التنفس العميق: تعتبر من الوسائل الفعالة في تخفيف الصداع الناتج عن التوتر والإجهاد.
• تمرين التركيز على الإصبع: ابدأ بتركيز النظر على إصبع السبابة من على بعد بضعة سنتيمترات من العين، ثم حرك الإصبع ببطء بعيدًا عن الوجه مع الحفاظ على التركيز عليه بعد ذلك، انظر لوهلة إلى شيء بعيد ثم أعد الإصبع ببطء نحو العينين، مع التركيز عليه مجددًا.

نصائح إضافية للوقاية من صداع العين:

• استنشق الهواء النقي بانتظام.
•  احرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري.
•  تجنب الأطعمة المحفزة للصداع، مثل تلك التي تحتوي على الكافيين.
• مارس تقنيات الاسترخاء لتقليل التوتر وتجنب محفزاته.

اتباع هذه التمارين والإرشادات يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل فرص الإصابة بصداع العين وتخفيف الأعراض المرتبطة به.

في النهاية، يمكن أن يكون سبب صداع العين يتراوح بين الإجهاد البسيط ومشاكل صحية أكثر تعقيداً. التعرف على الأسباب المحتملة واتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج يمكن أن يساعد في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة. 

لا تتردد في استشارة الطبيب المختص، مثل الدكتور أحمد الهبش، للحصول على التشخيص الدقيق والإرشادات اللازمة لعلاج صداع العين بشكل فعال وضمان الحفاظ على صحة عينيك تذكّر أن الوقاية تبدأ بالعناية الصحيحة والمتابعة المستمرة لأي أعراض غير طبيعية.