تُعد عملية سحب الماء من العين واحدة من الإجراءات الطبية الضرورية للحفاظ على صحة النظر واستعادة وضوح الرؤية، حيث يعاني الكثير من مرضى المياه البيضاء من ضبابية في النظر وتراجع حاد في القدرة على رؤية التفاصيل اليومية، ما يجعل هذه العملية حلاً فعالًا وآمنًا لتخفيف تلك الأعراض.

لكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين هو: كم تستغرق عملية الماء الابيض ؟ في هذا المقال من خلال دكتور أحمد الهبش، سنستعرض أبرز المعلومات حول هذه العملية، مدة إجرائها، وكيف يمكن أن تسهم في تحسين جودة الحياة لمن يعانون من المياه البيضاء.

كم تستغرق عملية الماء الابيض؟

تُعتبر عملية سحب الماء من العين، من الإجراءات الطبية الفعالة لتحسين الرؤية واستعادة وضوح النظر. في هذه العملية، يتم استبدال العدسة الطبيعية المتضررة بعدسة صناعية تساهم في تحسين جودة الرؤية بشكل ملحوظ.

أما بالنسبة للمدة التي تستغرقها العملية، فإن الجزء الفعلي من إزالة المياه البيضاء غالباً ما يستغرق حوالي 10 إلى 15 دقيقة فقط، وهي عملية غير معقدة في معظم الحالات ومع ذلك، قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة تصل إلى 90 دقيقة أو أكثر، وذلك ليشمل التحضيرات المسبقة للعملية، وفحص الحالة الصحية العامة للمريض، بالإضافة إلى تلقي التوجيهات الضرورية بعد العملية لضمان الشفاء السليم والاستفادة القصوى من الإجراء.

معلومات هامة حول عملية المياه البيضاء

• تعد المياه البيضاء من الحالات الشائعة التي ترتبط بشكل أساسي بتقدم العمر، حيث يصبح إعتام عدسة العين أكثر شيوعًا لدى كبار السن ومن الجدير بالذكر أن المياه البيضاء قد تظهر في عين واحدة أو كلتا العينين في آن واحد، لكنها لا تسبب أي ألم، ولا تؤدي إلى احمرار أو حكة في العين.
• على عكس الاعتقاد الشائع، المياه البيضاء ليست “مياهاً” بالمعنى الحرفي، وبالتالي لا يعاني المريض من زيادة في الدموع كما يعتقد البعض كما أنها ليست بيضاء تماماً إلا إذا تم إهمالها لفترة طويلة، حيث يمكن أن يتغير لون العدسة تدريجيًا إلى درجة أكثر وضوحًا.
• عملية إزالة المياه البيضاء تُعد إجراءً آمنًا للغاية، وتؤدي إلى تحسين كبير في الرؤية فور انتهاء العملية إذا تم تنفيذها بشكل سليم. العملية نفسها سريعة، حيث تستغرق حوالي 5 دقائق فقط وتُجرى تحت تأثير مخدر موضعي، مما يجعلها غير مؤلمة ومريحة للمريض.
• اتباع تعليمات الطبيب والاهتمام بالرعاية بعد العملية يضمن تحقيق النتائج المثالية واستعادة وضوح الرؤية بشكل ملحوظ.

ما هي أنواع عملية سحب الماء من العين؟

تتنوع طرق إجراء عملية سحب الماء من العين، وتختلف بناءً على التقنية المستخدمة وحالة المريض فيما يلي أبرز أنواع هذه العمليات:

كم تستغرق عملية سحب الماء من العين؟ العملية تستغرق عادة حوالي 15 إلى 30 دقيقة، وهي من الإجراءات السريعة والآمنة. من خلال موقع د. أحمد الهبش يمكنك معرفة المزيد حول كم تستغرق عملية سحب الماء من العين والاستعدادات اللازمة قبل العملية.

استحلاب العدسة (Phacoemulsification)

يعد استحلاب العدسة النوع الأكثر شيوعًا لإزالة المياه البيضاء. يتميز بكونه لا يستغرق أكثر من نصف ساعة، ولا يحتاج إلى تخدير عام. وتتم العملية كالتالي:

• يبدأ الجراح باستخدام التخدير الموضعي إما عبر حقن مخدر حول العين أو باستخدام قطرات مخدرة.
• يتم إجراء شق صغير حول حافة القرنية لفتح الغشاء المحيط بالعدسة.
• يتم إدخال مسبار يستخدم الموجات فوق الصوتية لتفتيت العدسة المصابة إلى أجزاء صغيرة يتم شفطها.
• بعد إزالة العدسة المعتمة، يتم زراعة عدسة صناعية داخل كبسولة العدسة الطبيعية باستخدام أنبوب مجوف.

جراحة الساد خارج المحفظة (Extracapsular Cataract Surgery)

في هذه العملية، يقوم الجراح بعمل شق أطول في جانب القرنية لإزالة العدسة المصابة بالكامل كقطعة واحدة. تشمل الخطوات ما يلي:

• يتم إعطاء قطرات مضادة للعدوى قبل الجراحة.
• يتم إجراء الجراحة باستخدام تخدير موضعي، مع استخدام جل مخدر داخل العين.
• يتم إعطاء المريض مهدئات خفيفة عبر الوريد، لضمان عدم شعوره بأي ألم.
• الشق الجراحي لا يتطلب غرزًا، ويتم استبدال العدسة المعتمة بعدسة اصطناعية مصنوعة غالبًا من البلاستيك الشفاف.

جراحة الساد داخل المحفظة (Intracapsular Cataract Surgery)

نادرًا ما تُستخدم هذه التقنية اليوم إلا في حالات معينة وتتضمن:

• إجراء شق أكبر من الجراحة التقليدية.
• إزالة العدسة بالكامل مع الكبسولة المحيطة.
• زراعة العدسة الاصطناعية أمام القزحية.

ليزر الفيمتو ثانية (Femtosecond Laser)

يعتبر هذا النوع من الليزر خيارًا تقنيًا متطورًا يستخدمه الجراح أثناء جراحة إزالة المياه البيضاء يتم توجيه الليزر بواسطة جهاز كمبيوتر يتم برمجته من قبل الجراح لتسهيل بعض الخطوات أثناء العملية.

على الرغم من اختلاف أنواع عمليات سحب الماء من العين، فإن مدة العملية لا تختلف كثيرًا بين الأنواع المختلفة، حيث تستغرق العملية الفعلية عادةً ما بين 10 إلى 30 دقيقة.

كم مدة الراحة بعد عملية المياه البيضاء؟

عملية المياه البيضاء (الكتاراكت) هي إجراء جراحي بسيط وآمن يُستخدم لعلاج اعتام عدسة العين، وتُعد واحدة من العمليات الأكثر شيوعاً في مجال طب العيون يعتمد وقت الراحة اللازم بعد العملية على عدة عوامل، من بينها حالة العين ونوع الجراحة التي تم إجراؤها، لكن بوجه عام، يعتبر اليوم التالي للجراحة ضرورياً للراحة والمتابعة الطبية.

بعد العملية، يُنصح بزيارة الطبيب في غضون يوم أو يومين، ثم مرة أخرى بعد أسبوع، وأخيراً بعد شهر للتأكد من سير عملية الشفاء بشكل طبيعي.

قد يُطلب من المريض ارتداء غطاء خاص للعين لبضعة أيام لحمايتها خلال فترة الالتئام، بالإضافة إلى استخدام قطرات عين مخصصة أو أدوية مضادة للعدوى والالتهاب لمدة أسبوعين لضمان التعافي السليم والحد من أي مضاعفات محتملة.

من المهم الامتناع عن ممارسة الأنشطة الشاقة والتمارين الرياضية العنيفة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر، حسب توجيهات الطبيب.

عادةً ما يبدأ التحسن في الرؤية خلال فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين ومع ذلك، قد يحتاج بعض المرضى الذين يعانون من مشاكل إضافية، مثل أمراض شبكية العين أو القرنية، إلى فترة شفاء أطول.

من الضروري دائماً استشارة الطبيب للحصول على توصيات دقيقة حول مدة الراحة المطلوبة بعد العملية، بناءً على الحالة الصحية الفردية لكل مريض.

هل تتحسن الرؤية بعد عملية المياه البيضاء؟

نعم، تتحسن الرؤية بشكل ملحوظ بعد عملية المياه البيضاء، حيث تُعد هذه العملية العلاج الأساسي لتصحيح تأثيرات اعتام عدسة العين يحدث اعتام العدسة نتيجة تراكم البروتينات داخلها، مما يؤدي إلى تشويش الرؤية ومع استبدال العدسة المعتمة بعدسة صناعية شفافة، يشهد المريض تحسنًا كبيرًا في جودة الرؤية.

عادة ما يلاحظ المرضى فرقًا واضحًا في الرؤية بعد الجراحة بفترة قصيرة، حيث يستعيدون وضوح الرؤية والقدرة على التركيز والتمييز بين التفاصيل بشكل أفضل في أغلب الحالات، يستعيد المرضى حوالي 95% من كفاءة الرؤية المثالية خلال يوم أو يومين فقط من إجراء العملية، بينما تستقر الرؤية بشكل شبه كامل خلال أسبوع، مما يمكّنهم من العودة إلى حياتهم اليومية والقيام بجميع الأنشطة البصرية دون أي صعوبات.

من المهم أن نذكر أن بعض المرضى قد يشعرون ببعض الأعراض مثل الألم الخفيف أو التورم في العين بعد العملية، ولكن هذه الأعراض تختفي تدريجيًا خلال فترة قصيرة. لضمان تحقيق أفضل النتائج وتجنب أي مضاعفات، يُنصح باتباع التعليمات الطبية الموصى بها من الطبيب المعالج بعد الجراحة.

ما هي الممنوعات بعد عملية المياه البيضاء؟

بعد إجراء عملية المياه البيضاء، من الضروري الالتزام بالإرشادات الطبية لضمان التعافي السليم وتجنب أي مضاعفات غير متوقعة. هنا بعض الأمور التي يجب تجنبها للحفاظ على صحة العين وتحقيق أفضل النتائج:

• الابتعاد عن الأنشطة الشاقة والتمارين الرياضية المكثفة لمدة تصل إلى أسبوعين، لتجنب أي ضغط غير ضروري على العين.
• تجنب القيادة لمدة 24 إلى 48 ساعة بعد العملية، حتى تستقر الرؤية بشكل جيد.
• الامتناع عن السباحة أو الغمر الكامل للجسم في الماء لمدة أسبوعين، لتفادي العدوى أو التهابات العين.
• تجنب ركوب الدراجات الهوائية والنارية لمدة أسبوعين بعد العملية، لضمان عدم التعرض لأي اهتزازات قد تؤثر على العين.
• الحد من استخدام الحاسوب أو القراءة لفترات طويلة خلال الأيام الأولى بعد الجراحة لتقليل إجهاد العين.
• التحكم في العطس أو القيء بقدر الإمكان، حيث يمكن أن يؤثران سلبًا على العين بعد الجراحة.
• تجنب لمس العين أو فركها بأي شكل من الأشكال، حيث قد يؤدي ذلك إلى تهيج أو عدوى.
• عدم الانحناء أو السجود لفترات طويلة بعد العملية لتجنب زيادة الضغط على العين.
• اتباع تعليمات الطبيب بدقة بشأن استخدام الأدوية وقطرات العين لضمان الشفاء الأمثل.

الالتزام بهذه التوصيات أمر بالغ الأهمية لتحقيق التعافي السريع والآمن بعد العملية وفي حال ظهور أي أعراض غير عادية أو مزعجة، يجب الاتصال بالطبيب فورًا لضمان سلامة العين والتأكد من سير عملية التعافي بشكل صحيح.

متى يجب إجراء عملية إزالة المياه البيضاء؟

يُوصى بإجراء عملية إزالة المياه البيضاء عندما تبدأ الحالة في التأثير بشكل واضح على الرؤية وتعيق القدرة على القيام بالأنشطة اليومية قد يشعر المريض بتشويش مستمر في النظر أو صعوبة في التركيز، ما يجعل الجراحة ضرورية لاستعادة وضوح الرؤية وتحسين جودة الحياة.

في المراحل الأولى من الإصابة، يمكن التحكم في الأعراض باستخدام بعض العلاجات الطبية أو الأدوية ومع ذلك، عندما تصبح العدسة الضبابية أكثر كثافة وتبدأ في التأثير بشكل كبير على النظر، تكون الجراحة الخيار الأنسب.

يتم اتخاذ قرار إجراء عملية المياه البيضاء بناءً على تقييم شامل لحالة المريض الصحية وفحص العين والرؤية من قبل طبيب العيون. بشكل عام، يتم إجراء الجراحة عندما يؤدي تشوه العدسة إلى تدهور كبير في الرؤية، مما يؤثر على قدرة المريض على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.

كيف يتم تشخيص المياه البيضاء؟

تشخيص المياه البيضاء يتطلب إتباع خطوات دقيقة يقوم بها الطبيب لضمان تشخيص صحيح ودقيق للحالة. وتتنوع هذه الخطوات بين الفحوصات العامة والخاصة بالعين:

أولاً: الفحوصات العامة

تبدأ عملية التشخيص بمراجعة الأعراض التي يشتكي منها المريض بشكل تفصيلي، ثم يتبعها استفسار شامل حول التاريخ المرضي للمريض، بما في ذلك الأمراض المزمنة والعلاجات المستمرة التي قد يكون لها تأثير على حالة العين.

ثانيًا: الفحوصات الخاصة بالعين

هناك ثلاثة فحوصات أساسية يقوم بها الطبيب لتشخيص المياه البيضاء:

• فحص قوة الإبصار: يُعد هذا الاختبار أحد أشهر الاختبارات المستخدمة لتقييم الرؤية. يستخدم الطبيب لوحة تحمل حروفًا بأحجام مختلفة مرتبة بتسلسل معين، ويطلب من المريض تغطية إحدى العينين وقراءة الحروف باستخدام العين الأخرى. هذا الفحص يساعد الطبيب في تحديد مدى تأثر الإبصار بدقة.
• فحص المصباح الشقي: يُستخدم في هذا الفحص ميكروسكوب خاص يوجه شعاعًا مكثفًا من الضوء على الجزء الأمامي من العين للكشف عن أي تغييرات أو تفاصيل غير طبيعية. يتم أيضًا استخدام عدسات خاصة لرؤية مفصلة لداخل العين وخلفيتها، مما يسهم في تشخيص المياه البيضاء بدقة.
• فحص الشبكية (قاع العين): هذا الفحص يركز على الجزء الخلفي من العين، بما في ذلك الشبكية والأوعية الدموية المغذية لها يتم توسيع حدقة العين باستخدام قطرات خاصة قبل الفحص لتسهيل رؤية أوضح وأدق للعين بعد أن تأخذ القطرات وقتها للعمل، يقوم الطبيب بفحص الشبكية باستخدام منظار العين أو عدسات مكبرة خاصة لتوفير رؤية واضحة وشاملة للحالة.

من خلال هذه الفحوصات الشاملة، يمكن للطبيب تقديم تقييم دقيق للحالة وتحديد مدى تأثير المياه البيضاء على الرؤية.

ما هي أسباب المياه البيضاء في العين؟

تتعدد أسباب المياه البيضاء في العين، حيث تتنوع بين العوامل المرتبطة بالتقدم في العمر والعوامل الوراثية أو الصحية إليك أبرز الأسباب:

•  المياه البيضاء المرتبطة بتقدم العمر (الكتاركت الشيخوخية): تعد أكثر أنواع المياه البيضاء شيوعاً، حيث تصيب كبار السن بشكل كبير وتزداد فرص حدوثها مع بعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري.
•  المياه البيضاء الخلقية: تظهر منذ الولادة وقد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو تعرض الأم لإصابات فيروسية خلال فترة الحمل.
• المياه البيضاء الناتجة عن أمراض العين: بعض أمراض العين مثل الالتهاب القزحي أو الانفصال الشبكي قد تؤدي إلى ظهور المياه البيضاء.
•  المياه البيضاء الناتجة عن إصابات العين: تتعرض العين في بعض الأحيان لإصابات مباشرة تسبب في تلف العدسة وتؤدي إلى تكوّن المياه البيضاء.
•  المياه البيضاء الناتجة عن استخدام الأدوية: بعض الأدوية، مثل الكورتيزون عند استخدامه لفترات طويلة، يمكن أن تزيد من احتمالية ظهور المياه البيضاء.

الوعي بهذه الأسباب يساعد في الوقاية من المياه البيضاء أو على الأقل اكتشافها مبكراً للعلاج الفعّال.

في الختام، تُعد عملية سحب الماء من العين من الإجراءات الطبية الفعّالة والمأمونة التي تهدف إلى تحسين الرؤية واستعادة وضوحها بشكل ملحوظ، والكثير يتساءل حول كم تستغرق عملية الماء الابيض، فإن مدة العملية قصيرة وتستغرق حوالي 10 إلى 15 دقيقة فقط، إلا أن نتائجها تترك تأثيرًا كبيرًا على جودة حياة المريض. من المهم دائمًا اتباع توجيهات الطبيب بدقة لضمان تعافٍ سليم وسريع بعد العملية.