المياه الزرقاء على العين تُعتبر ظاهرة شائعة تؤثر بشكل أساسي على الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم ستين عامًا، ورغم إمكانية حدوثها في أي عمر، فإنها تكثر بشكل كبير لدى كبار السن، ويتسم هذا المرض بتدرُّج آثاره، حيث قد لا تظهر أعراض واضحة في المراحل الأولى، مما يجعل الشخص يتجاهل التغيرات في رؤيته حتى يصل الأمر إلى مراحل متقدمة. 

سنقوم في هذا المقال من خلال د. أحمد الهبش بتفصيل أسباب هذه الظاهرة المرضية، وطرق علاج الماء الازرق في العين مما يساهم في توعية الجمهور بخطورة هذا الاضطراب وضرورة التدخل المبكر للحفاظ على صحة العين والبصر فهيا بنا نتعرف على الماء الازرق في العين اسبابه وعلاجه. 

طريقة علاج المياه الزرقاء على العين

على الرغم من عدم إمكانية عكس الضرر الناتج عن المياه الزرقاء على العين، إلا أن العلاج المناسب والفحوصات الدورية قد تساعد في إبطاء أو منع فقدان البصر، خاصةً إذا تم تشخيص المشكلة في مراحلها المبكرة فتشمل خيارات علاج الجلوكوما، حسب حالة المريض، ما يلي:

قطرات العين

تساعد في خفض ضغط العين وتحسين تصريف السوائل أو تقليل إنتاجها، ويتضمن العلاج عادةً استخدام أنواع مختلفة من القطرات التي يصفها الطبيب.

عادةً ما يُبدأ علاج الزَرَق بوصف قطرات للعين من قبل الطبيب، حيث تعمل بعض أنواع العلاج على تقليل ضغط العين عن طريق تحسين تصريف السوائل من العين، بينما تقلل الأنواع الأخرى من كمية السوائل التي تفرزها العين. يُمكن للطبيب أن يصف أكثر من نوع قطرة عين، وذلك حسب المستوى الذي يجب تخفيض ضغط العين إليه.

من بين القطرات العينية المصروفة بوصفة طبية:

• البروستاغلاندينات: تزيد من تدفق السائل خارج العين، مما يساعد على تخفيض ضغط العين. تشمل بعض العلاجات في هذه الفئة لاتانوبروست (Xalatan)، وترافوبروست (Travatan Z)، وتافلوبروست (Zioptan)، وبيماتوبروست (Lumigan)، ولاتانوبروستين بونود (Vyzulta)، ويُمكن وصف هذه القطرات للاستخدام مرة واحدة يوميًّا.
• حاصرات مستقبلات بيتا: تُقلل من إفراز السوائل في العين، مما يساعد على تقليل ضغط العين تشمل أمثلة على هذه الأدوية تيمولول (Betimol، وIstalol، وTimoptic)، وبيتاكسولول (Betoptic) ويُمكن وصف هذه القطرات للاستخدام مرة أو مرتين يوميًّا حسب الحالة المرضية.
• ناهضات ألفا الأدرينالينية: تُقلل من إفراز السوائل التي تتدفق داخل العين وتزيد من كمية السائل المتدفق إلى خارج العين، وتشمل أمثلة على هذه الأدوية ابراكلونيدين (Iopidine) وبريمونيدين (Alphagan P، وQoliana).

يجب أخذ العلم بأن هذه الأدوية قد تسبب بعض الآثار الجانبية المحتملة، مثل الاحمرار الخفيف والألم اللسع في العين وتَغَيُّم الرؤية لذا، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من القطرات للعين.

الأدوية الفموية

قد لا تكون قطرات العين كافية بمفردها لتحقيق الضغط المطلوب في العين، ولذا، قد يصف لك طبيب العيون أيضًا دواءً يتناول عن طريق الفم يعتبر هذا الدواء عادةً مثبطًا للأنهيدراز الكربوني. 

وتشمل آثاره الجانبية المحتملة كثرة التبول وتنميل في أصابع اليدين والقدمين والاكتئاب واضطراب المعدة وحصوات الكلى، ويجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء والتأكد من المخاطر والفوائد المحتملة لهذا العلاج.

يقدم موقع د. أحمد الهبش معلومات شاملة حول علاج الماء الأزرق، وهو حالة طبية تصيب العين وتسبب تغيرات في العدسة تؤثر على الرؤية. يتمثل العلاج في استخدام قطرات العين والتقنيات الجراحية لتحسين وضع العدسة وتقليل الأعراض. يقدم الموقع معلومات حول أسباب وأعراض وخيارات العلاج المتاحة لهذه الحالة، مما يساعد المرضى على فهمها والعثور على العلاج الأنسب لها.

جراحة الليزر

علاج الزَرَق بالليزر، وتحديدًا رأب التربيق بالليزر، يعتبر خيارًا متاحًا للأشخاص الذين قد لا يتحملون استخدام قطرات العين، أو إذا لم تكن القطرات فعّالة في إبطاء تطور المرض.  ويُمكن أن يُقترح هذا العلاج من قبل طبيب العيون كبديل للعلاج بالأدوية، ويتم إجراءه في عيادة الطبيب. 

ويتضمن الإجراء استخدام شعاع ليزر صغير لتحسين تصريف السائل الموجود في الزاوية التي تلتقي فيها القزحية بالقرنية، كما يمكن أن يستغرق بضعة أسابيع قبل أن يلاحظ المريض تأثير العلاج بالليزر بشكل كامل.

الجراحة المجهرية

يمكن أن تشمل هذه الإجراءات استئصال الترابيق لإنشاء قنوات جديدة لتصريف السوائل وتخفيف الضغط داخل العين.

يركز الأطباء عادةً على استخدام القطرات العينية وجراحة الليزر والجراحة المجهرية لعلاج الجلوكوما، ويختلف العلاج المناسب حسب حالة المريض على الرغم من ذلك، يجب أن يكون المريض على دراية بأنه لا يمكن علاج الضرر الناتج بالفعل أو استعادة الرؤية المفقودة نتيجة المياه الزرقاء، لكن يساعد العلاج على منع تفاقم الحالة.

ما هي المياه الزرقاء على العين؟

الجلوكوما، المعروفة أيضًا باسم “المياه الزرقاء”، هي مجموعة من الأمراض العينية التي تتسبب في تلف العصب البصري نتيجة ارتفاع غير طبيعي في ضغط العين، حيث تتطور الجلوكوما تدريجيًا وتتفاقم مع مرور الوقت إذا لم يتم معالجتها، مما قد يؤدي إلى تضرر العصب البصري وفقدان البصر في فترة زمنية قصيرة وعادةً ما لا يشعر معظم المصابين بأي أعراض مبكرة، ولذا يكون من الضروري إجراء فحص شامل للعين بما في ذلك قياس ضغط العين لمنع أو تأخير تطور المرض، خاصةً إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالجلوكوما.

ما أعراض المياه الزرقاء على العين

في بادئ الأمر، يُعتبر عدم ظهور أية أعراض للجلوكوما على العين أمرًا شائعًا، وهذا هو السبب وراء عدم وعي نصف المصابين بها بوجود المرض. مع مرور الوقت، قد يتدهور الرؤية تدريجيًا، وغالبًا ما تتأثر الرؤية الجانبية أو المحيطية أولًا تختلف الأعراض التي تُظهر بشكل ملحوظ لدى المصابين بالجلوكوما، وذلك حسب نوع المرض ومدى تقدمه.

يُعتبر الزرق الأساسي المفتوح للزاوية النوع الأكثر شيوعًا، وعادة ما لا يترافق مع أي أعراض، ومع ذلك، قد تظهر بعض العلامات التي قد تشير للاشتباه بالمرض، منها:

• بقع عمياء غير مكتملة في الرؤية المحيطية أو المركزية في إحدى أو كلتا العينين.
• رؤية نفقية، وهي فقدان الرؤية المحيطية مع الحفاظ على الرؤية المركزية.

أما في حالات الزَرَق الحاد، وهو حالة طبية طارئة، فقد تشمل اعراض الماء الازرق في العين وعلاجه وقتها يكون اسهل في المراحل المتقدمة وإليك الأعراض فيما يلي:

• صداع حاد.
•  ألم شديد في العين.
• قيء وغثيان.
•  رؤية مشوشة.
•  هالات أو حلقات ملونة حول الأضواء.
• اضطرابات الرؤية المفاجئة.
• احمرار العين.
• عدم وضوح الرؤية المفاجئ.

ما هي أسباب المياه الزرقاء على العين؟

تنجم الجلوكوما عن تلف العصب البصري، المكون من أكثر من مليون ألياف عصبية دقيقة مع زيادة ضغط العين، يتعرض هذا العصب للتلف حيث تموت الألياف العصبية، مما يؤدي إلى تكون بقع عمياء، والتي قد لا تُلاحظ في البداية حتى يتم تدمير معظم الألياف العصبية. 

في حال وفاة جميع الألياف، ينتج عنها العمى ويُرتبط تلف العصب البصري عادة بارتفاع ضغط العين، الذي ينجم عن تراكم السائل داخل العين المعروف بالخلط المائي. 

فعملية تصريف هذا السائل عبر الشبكة التربيقية تحافظ على استقرار الضغط، ولكن عندما يتم إنتاج السائل بشكل زائد أو يتعطل تصريفه، يزداد الضغط.

تنتقل الجلوكوما في بعض الأحيان من الأسرة إلى الأبناء، وتشمل الأسباب النادرة للمياه الزرقاء ما يلي:

•  إصابة حادة أو كيميائية في العين.
• عدوى شديدة في العين.
•  انسداد الأوعية الدموية داخل العين.
•  حالات التهابية.

هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمياه الزرقاء، وتشمل:

•  التقدم في العمر.
•  التوريث الوراثي.
• القصر والطول النظر.
•  مرض السكري.
•  بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.
•  ارتفاع ضغط الدم.

على الرغم من عدم وجود وسيلة لمنع الجلوكوما، فإن الفحوصات الدورية يمكن أن تكشف عنها في مراحل مبكرة.

في النهاية، يُعتبر الإصابة بالمياه الزرقاء على العين حالة لا يمكن تجنبها أو الوقاية منها بشكل كامل. لذا، يُعتبر إجراء فحص شامل للعين على الأقل مرة واحدة في العام أمرًا ضروريًا، خاصةً إذا كانت هناك عوامل خطر موجودة للإصابة بهذه الحالة. يساعد الكشف المبكر والعلاج في الحفاظ على الإبصار وتجنب المضاعفات المحتملة.