يُعد الماء الابيض في عيون الطفل من المشكلات الصحية التي قد تصيب الأطفال، وتتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا مبكرًا للحفاظ على صحة الرؤية لديهم، حيث يعاني بعض الأطفال من هذه الحالة التي تؤدي إلى تشوش الرؤية أو ضعفها نتيجة تغيرات في عدسة العين. في هذا المقال، يوضح د. أحمد الهبش، الخبير في طب العيون، الأسباب الرئيسية لظهور الماء الأبيض عند الأطفال وكيفية التعامل مع هذه الحالة بفعالية لضمان نمو بصري سليم.

ما هي أسباب الماء الابيض في عيون الطفل؟ 

هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى إصابة الأطفال بالمياه البيضاء، ويمكن تقسيمها إلى أسباب وراثية وأخرى مكتسبة:

أسباب وراثية

بعض الأطفال يولدون مصابين بالماء الأبيض نتيجة لعوامل وراثية أو خلل في التكوين الجنيني، وتشمل هذه الأسباب:

• العيوب الخلقية: حيث يتطور الماء الأبيض كجزء من عيب خلقي يؤثر على عدسة العين.
• التاريخ الوراثي: إذا كان هناك سجل عائلي للإصابة بالماء الأبيض.
• تناول الأم لبعض الأدوية: مثل الكورتيزون أو بعض أنواع المضادات الحيوية دون استشارة طبية خلال الحمل.
• إصابة الأم بأمراض خلال الحمل: مثل الحصبة الألمانية، التي تؤثر على تطور الجنين.

أسباب الماء الأبيض: يعتبر الماء الأبيض أو إعتام عدسة العين من الحالات الشائعة المرتبطة بتقدم العمر أو التعرض لبعض الأمراض المزمنة. تتضمن أسبابه التقدم في العمر، والإصابات، وبعض الأمراض الوراثية. لمعرفة المزيد عن أسباب الماء الأبيض وكيفية علاجه، زوروا موقع د. أحمد الهبش.

أسباب مكتسبة

قد يتعرض الطفل للإصابة بالماء الأبيض بعد الولادة نتيجة لعدة عوامل، منها:

• إصابات مباشرة في العين أو الدماغ: التي تؤثر على عدسة العين.
• تناول الطفل لأدوية معينة: مثل الكورتيزون، التي تؤثر سلباً على صحة العدسة.
• الإصابة بداء السكري: خاصة إذا كان في مرحلة متقدمة، مما يزيد من خطر تكون الماء الأبيض.

ما هو الماء الأبيض في العين عند الأطفال؟

الماء الأبيض هو حالة طبية تتمثل في تعكر أو غشاوة تصيب عدسة العين الشفافة لدى الأطفال، مما يعوق مرور الضوء بشكل طبيعي عبر العدسة إلى الشبكية نتيجة لذلك، تتأثر الرؤية بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى تشوش أو ضعف الرؤية إذا لم يتم التعامل مع الحالة بشكل سريع وفعال.

أعراض الماء الأبيض في العين عند الأطفال

نظرًا لصعوبة تعبير الأطفال، خاصة في سن مبكرة، عن مشاكلهم البصرية، فإن التعرف على أعراض الماء الأبيض قد يكون تحديًا للوالدين ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي يمكن أن تنبّه الأهل لوجود مشكلة، منها:

• إعتام عدسة العين: حيث يتحول لون بؤبؤ العين من اللون الأسود الطبيعي إلى لون أبيض غير مألوف.
• ضعف الرؤية وتشوشها: قد يلاحظ الطفل صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح، أو قد يبدو متوترًا عند محاولة التركيز على الأجسام القريبة أو البعيدة.
• اكتشاف عرضي خلال الفحص الطبي: في بعض الأحيان، قد يتم الكشف عن وجود الماء الأبيض بالصدفة خلال فحص روتيني للعين، حيث يظهر تغيير في لون بؤبؤ العين دون أن تكون هناك شكاوى واضحة من الطفل.

إذا لاحظت أي علامات غير طبيعية على عين طفلك، لا تتردد في استشارة الطبيب المختص لضمان سلامة عينيه.

مضاعفات الماء الأبيض في العين عند الأطفال

في حال تأخر اكتشاف الماء الأبيض لدى الطفل وعدم التدخل العلاجي في الوقت المناسب، قد تتفاقم الحالة وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على النظر، وتشمل:

• كسل العين: حيث تفقد العين المصابة قدرتها على الرؤية بشكل طبيعي بسبب نقص التحفيز البصري.
• العمى: في الحالات المتقدمة، قد يؤدي تجاهل علاج المياه البيضاء إلى فقدان البصر بشكل دائم، وهو من أخطر المضاعفات.
• انحراف العين (الحول): قد يحدث انحراف في العين نتيجة للاختلال في تركيز النظر، مما يؤدي إلى ضعف التناسق بين العينين.

المتابعة المبكرة والعلاج السريع ضروريان لتجنب هذه النتائج الخطيرة.

كيفية تشخيص الماء الأبيض في العين عند الأطفال

لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من الماء الأبيض، يخضع لعدة فحوصات دقيقة تساعد في تأكيد التشخيص، ومن أبرز هذه الفحوصات:

• اختبار حدة النظر: يُستخدم هذا الاختبار لتقييم قدرة الطفل على الرؤية بوضوح من مسافات مختلفة، مما يساعد على تحديد مدى تأثر الرؤية.
• فحص المصباح الشقي: يتيح هذا الفحص للطبيب رؤية العتامة في الجزء الأمامي من العين بوضوح يعتمد على استخدام مجهر خاص يسلط شعاعاً مكثفاً من الضوء على العين، مما يوفر صورة مفصلة ومكبرة تساعد الطبيب في اكتشاف أي تشوهات أو تغيرات في العدسة.
• فحص الشبكية: يتم استخدام قطرات لتوسيع حدقة العين، مما يسمح للطبيب بفحص الشبكية وعدسة العين باستخدام منظار العين. هذا الفحص يساعد في اكتشاف أي علامات لوجود الماء الأبيض والتأكد من سلامة الشبكية.

علاج الماء الأبيض في العين عند الأطفال

العلاج الوحيد الفعال للماء الأبيض عند الأطفال هو التدخل الجراحي. ولكن كيف يتم هذا الإجراء بالتحديد؟ إليك خطوات العملية بالتفصيل:

• تخدير العين موضعيًا: يتم وضع قطرات لتخدير العين بحيث لا يشعر الطفل بأي ألم أثناء العملية.
• إجراء شق صغير في العين: يقوم الجراح بعمل شق صغير للوصول إلى العدسة المعتمة وإزالتها.
• استبدال العدسة: يتم استبدال العدسة المعتمة بعدسة صناعية شفافة تساعد في استعادة الرؤية الطبيعية.
• إغلاق الشق: يُغلق الشق باستخدام خيوط طبية خاصة تذوب تلقائيًا دون الحاجة لإزالتها.

بعد العملية، يُنصح الأطفال بارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة لتصحيح أي مشكلات في مستوى الرؤية وضمان استعادة الرؤية المثلى.

ما بعد عملية إزالة الماء الأبيض في العين عند الأطفال

هناك بعض الإرشادات الهامة التي يجب اتباعها لضمان نجاح عملية إزالة المياه البيضاء لدى الأطفال، منها:

• حماية العين بضمادة: يتم وضع ضمادة على عين الطفل لحمايتها من أي تلوث أو إصابة بعد العملية.
• المتابعة في المستشفى: يفضل بقاء الطفل ليلة واحدة في المستشفى لمراقبة حالته والتأكد من نجاح العملية.
• الالتزام بالقطرات الطبية: يجب استخدام قطرات العين التي وصفها الطبيب لتقليل التورم والاحمرار ولتسريع عملية الشفاء.
• استخدام النظارات أو العدسات: بعد الجراحة، يرتدي الطفل نظارات أو عدسات لاصقة لتحسين مستوى الرؤية وضمان رؤية واضحة.
• إجراء الفحوصات الدورية: من الضروري متابعة فحوصات العين بشكل منتظم بعد العملية لمراقبة مستوى تحسن الرؤية وضمان سلامة العين.

كيفية التعامل مع الماء الأبيض في العين عند الأطفال

بعد تأكيد التشخيص الطبي من خلال الفحوصات المتخصصة، يتم تقييم حالة الإصابة وتحديد نوع الماء الأبيض الذي يعاني منه الطفل، وذلك لاختيار العلاج المناسب إذا كانت الحالة تؤثر على جودة الرؤية بشكل ملحوظ أو قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل كسل العين أو انحرافها (الحول)، يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل تهدف العملية إلى إزالة العدسة المتضررة واستعادة الرؤية الطبيعية للطفل، مما يقي من تفاقم الحالة ويحافظ على صحة العين في المستقبل.

متى يستقر نظر الطفل بعد عملية إزالة الماء الأبيض في العين؟

يتحسن نظر الطفل بشكل تدريجي بعد الجراحة، حيث قد يصل التحسن إلى حوالي 80% خلال الأيام الأربعة الأولى بعد العملية. ومع مرور الوقت، يستمر تحسن الرؤية تدريجياً حتى تصل إلى أقصى وضوح لها خلال فترة تصل إلى ستة أشهر من الجراحة.

هل تؤثر نوعية العدسات المزروعة في جودة الرؤية وتحسن النظر؟

نعم، تلعب نوعية العدسات المزروعة دوراً كبيراً في تحسين جودة الرؤية بعد الجراحة. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من العدسات تُستخدم في جراحات الماء الأبيض:

• العدسات أحادية البؤرة: تساعد هذه العدسات على رؤية الأشياء بوضوح على مسافات متوسطة، ولكن قد يحتاج الطفل لاستخدام النظارات الطبية أثناء القراءة أو القيادة لرؤية التفاصيل الدقيقة.
• العدسات متعددة البؤر: تتيح هذه العدسات رؤية واضحة للأجسام على مختلف المسافات، مما يمكن الطفل من الاستغناء عن النظارات تمامًا لرؤية الأشياء القريبة والبعيدة.

في الختام، يعتبر الماء الابيض في عيون الطفل من الحالات التي تتطلب انتباهًا ورعاية طبية سريعة لتجنب مضاعفاتها على الرؤية. من خلال معرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، يمكن اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية والتشخيص المبكر. يوضح د. أحمد الهبش أن التدخل الطبي في الوقت المناسب يلعب دورًا كبيرًا في تحسين الرؤية وضمان مستقبل بصري صحي للأطفال.