إذا كنت تعاني من ضبابية الرؤية أو تشوش الألوان، فقد يكون الماء الأبيض في العين هو السبب وراء تلك الأعراض. تعتبر عملية ازالة الماء الابيض من العين إجراءً شائعاً وآمناً يساعد على استعادة وضوح الرؤية وجودتها. في هذا المقال، يقدم د. أحمد الهبش نظرة شاملة حول عملية إزالة الماء الأبيض، من الأسباب والأعراض إلى خطوات العلاج وما يمكن توقعه بعد العملية، لتكون على دراية تامة بكل ما يخص هذا الإجراء وتستعيد رؤيتك بثقة وراحة.

عملية ازالة الماء الابيض من العين

تتم عملية إزالة المياه البيضاء باستخدام الليزر تحت تأثير مخدر موضعي، وتستغرق حوالي 5 دقائق فقط. يقوم الطبيب خلالها بإزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة شفافة، مما يعيد للمريض القدرة على الرؤية بوضوح بعد الإجراء.

تُعد عملية ازالة الماء الابيض من العمليات الجراحية الشائعة لعلاج إعتام عدسة العين، حيث يقوم الدكتور أحمد الهبش بإجراء العملية بتقنيات حديثة تضمن استعادة الرؤية بوضوح وسلامة، مع تقليل فترة التعافي بشكل ملحوظ.

كيفية إجراء عملية المياه البيضاء في العين

تعتمد عملية إزالة المياه البيضاء على استخدام موجات صوتية عالية التردد أو الليزر، حسب ما يراه الطبيب الأنسب لحالة المريض تعمل هذه الموجات على تفتيت الأجزاء المعتمة من عدسة العين، ليتم شفطها بعد ذلك فيما يُعرف باستحلاب العدسة.

عقب إزالة العدسة الضبابية، يقوم الطبيب بزرع عدسة شفافة مصنوعة من البلاستيك، تكون مصممة خصيصاً لتلائم عين المريض، مما يتيح له استعادة وضوح الرؤية بعد العملية مباشرة.

الطرق الحديثة في جراحة المياه البيضاء

تتوفر عدة تقنيات حديثة لإجراء عملية المياه البيضاء، تتميز كل منها بمزاياها الخاصة التي تلائم احتياجات المرضى المختلفة:

• عملية المياه البيضاء بالفاكو: تعتمد هذه التقنية على استخدام الموجات فوق الصوتية (الفاكو) بترددات اهتزازية لشفط المياه البيضاء عبر فتحات جراحية دقيقة يتم من خلالها زرع عدسات مطوية داخل العين عبر هذه الفتحات الصغيرة، ولا تتسبب هذه العملية عادة في حدوث استجماتيزم بعد الإجراء.
• عملية المياه البيضاء بالفيمتو ليزر: يستخدم ليزر الفيمتوثانية لتفتيت العدسة المعتمة وإنشاء فتحات دقيقة جداً في القرنية، مما يسمح بشفط المياه البيضاء من خلالها كما يتميز الفيمتو ليزر بقدرته على تصحيح الاستجماتيزم أثناء العملية، مما يعزز من جودة الرؤية.
• الإزالة الجراحية التقليدية للكتاراكت: تُجرى من خلال فتحة جراحية أكبر نسبياً لزرع العدسة، وقد يؤدي هذا الإجراء إلى حدوث استجماتيزم في بعض الحالات، ويحتاج الجرح لوقت للتعافي. تتميز هذه الطريقة بأنها أقل تكلفة، وتُستخدم غالباً في الحالات القديمة والمتقدمة من المياه البيضاء التي يصعب تفتيتها بتقنيات الفاكو أو الفيمتو ليزر.

كل تقنية لها مزاياها الخاصة، ويختار الطبيب الأسلوب الأمثل وفقاً لحالة المريض واحتياجاته البصرية.

مدة الراحة بعد عملية المياه البيضاء

تعتبر عملية المياه البيضاء (الكتاراكت) إجراءً جراحياً بسيطاً وآمناً لعلاج إعتام عدسة العين، ويختلف وقت الراحة المطلوب بعد العملية وفقاً لحالة العين ونوع الجراحة. بشكل عام، يُنصح بالراحة التامة في اليوم التالي للجراحة، حيث يُعد يوماً حاسماً للتعافي.

بعد العملية، يوصي الطبيب بمراجعة أولية خلال يوم أو يومين، ثم مواعيد أخرى بعد أسبوع وشهر لمتابعة الحالة. قد يتطلب الأمر ارتداء غطاء للعين لبضعة أيام للحماية، واستخدام قطرات طبية وأدوية أخرى لمدة تصل إلى أسبوعين لتجنب العدوى وتقليل الالتهاب وضبط ضغط العين.

ينصح عادةً بتجنب الأنشطة الشاقة والتمارين العنيفة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر بعد العملية، إذ يتحسن معظم المرضى خلال فترة أسبوع إلى أسبوعين، إلا أن بعض الحالات قد تستغرق وقتاً أطول للتعافي، مثل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الشبكية أو القرنية.

للحصول على توجيهات دقيقة حول مدة الراحة المطلوبة، من الأفضل استشارة الطبيب بناءً على الحالة الصحية الفردية ونوع الجراحة التي تم إجراؤها.

أحدث أنواع العدسات المستخدمة بعد عملية المياه البيضاء

تتعدد أنواع العدسات الحديثة التي يتم زراعتها بعد إزالة المياه البيضاء، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وجميعها مصنوعة بأعلى معايير الجودة الأمريكية، لضمان أفضل النتائج. وتشمل هذه الأنواع:

• عدسات أحادية البؤرة :تتميز العدسات أحادية البؤرة بوجود أنواع غير كروية، والتي تمنح المريض رؤية ليلية أوضح، وتباين أفضل للألوان، وتساعد في تحسين الرؤية ثلاثية الأبعاد.
• العدسات الانكسارية (Toric IOL): تُستخدم هذه العدسات لتصحيح الاستجماتيزم للمرضى الذين يعانون من عدم انتظام سطح القرنية، مما يعزز وضوح الرؤية بعد العملية.
• العدسات متعددة البؤرة (Multifocal IOL): توفر هذه العدسات للمريض القدرة على الرؤية الواضحة لكل من المسافات البعيدة والقريبة، مما يُغني عن الحاجة لاستخدام نظارات القراءة بعد العملية وتعتبر من أكثر الأنواع تطوراً في السنوات الأخيرة.

نحرص دائماً على استخدام العدسات الأمريكية الصنع لما لها من جودة ومصداقية عالية، ما يعزز من تجربة المريض ويحقق نتائج بصرية متميزة.

ما هي أسباب الإصابة بالمياه البيضاء في العين؟

تتعدد أسباب ظهور المياه البيضاء في العين، وتختلف باختلاف العوامل المؤثرة على صحة العين. ومن أبرز هذه الأسباب:

• المياه البيضاء المرتبطة بالتقدم في العمر: تعد من أكثر الحالات شيوعاً، حيث تزداد نسبة الإصابة بها مع تقدم العمر، خاصةً لدى مرضى السكري.
•  المياه البيضاء الخلقية: تظهر منذ الولادة، وقد تكون نتيجة لعوامل وراثية أو إصابات فيروسية تعرضت لها الأم خلال فترة الحمل.
•  الأمراض المرتبطة بالعين: مثل التهاب القزحية أو الانفصال الشبكي، والتي قد تؤدي إلى تكوّن المياه البيضاء.
• الإصابات المباشرة للعين: إذ يمكن أن تتسبب الإصابات في إعتام عدسة العين وظهور المياه البيضاء.
• التعرض للإشعاعات: مثل الأشعة المستخدمة في علاج الأورام، والتي قد تؤثر على عدسة العين وتسبب الإعتام.
• استخدام بعض الأدوية: كاستخدام الكورتيزون لفترات طويلة، والذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالمياه البيضاء.

تساعد معرفة هذه الأسباب في الوقاية من المياه البيضاء قدر الإمكان والتقليل من العوامل التي قد تؤدي إلى تطور هذه الحالة.

ما هي أعراض المياه البيضاء؟

يعد ضعف الرؤية التدريجي وعدم وضوح القراءة من الأعراض الأساسية للإصابة بالمياه البيضاء، حيث يبدأ المريض بالشعور بتراجع حاد في جودة الرؤية. كما أن بعض أنواع المياه البيضاء قد تؤدي إلى تغيرات ملحوظة في قياس النظارات، إذ تزداد درجة قصر النظر والاستجماتيزم بشكل سريع، مما يستدعي تكرار تغيير النظارات الطبية.

متى يجب إزالة المياه البيضاء بالليزر؟

يلجأ الأطباء إلى إجراء عملية إزالة المياه البيضاء بالليزر عندما تبدأ هذه العتامة في التأثير بشكل كبير على الرؤية، مما يعوق المريض عن أداء أنشطته اليومية المعتادة. ويُعد التدخل المبكر هو الخيار الأفضل والأكثر أماناً، حيث أن العملية تستغرق حوالي 5 دقائق فقط.

تأخير إزالة المياه البيضاء قد يؤدي إلى مضاعفات، منها:

• ارتفاع ضغط العين
• تحلل الرباط الدائري الداعم للعدسة مما قد يتسبب في سقوط العدسة إلى قاع العين.

لذلك، يُنصح بمراجعة الطبيب فور ملاحظة تدهور في الرؤية لتجنب هذه المضاعفات.

الممنوعات بعد عملية المياه البيضاء

بعد إجراء عملية المياه البيضاء، هناك بعض التعليمات التي يجب الالتزام بها لضمان التعافي السليم وتجنب أي مضاعفات:

• حماية العين من الصدمات: تجنب تعريض العين لأي ضغط أو صدمات، مثل حمل الأشياء الثقيلة أو السعال بقوة.
• تجنب دخول الماء إلى العين: يُفضل مسح الوجه بقطنة أو قطعة قماش مبللة بدلاً من غسله، للحفاظ على العين من أي ملوثات.
• الالتزام بتطبيق القطرات الموصوفة: استخدم القطرات بانتظام وفقاً لتعليمات الطبيب لتجنب الجفاف أو العدوى التي قد تؤثر سلباً على عملية الشفاء.

اتباع هذه التعليمات سيساعدك على تحقيق أفضل النتائج وضمان تعافٍ مريح وسريع.

هل يتغير شكل العين بعد عملية المياه البيضاء؟

عملية المياه البيضاء هي إجراء جراحي يهدف إلى إزالة العدسة المعتمة داخل العين واستبدالها بعدسة صناعية شفافة، وعادةً لا يتغير شكل العين بشكل ملحوظ بعد هذه العملية.

في بعض الحالات المتقدمة من المياه البيضاء، قد تظهر بقعة رمادية أو بيضاء في بؤبؤ العين، لكن بعد العملية تختفي هذه البقعة، ويعود للعين مظهرها الطبيعي بفضل العدسة الجديدة التي تتيح رؤية أوضح.

يلاحظ بعض المرضى بعد الجراحة اختلافاً طفيفاً في مظهر العين، قد يكون نتيجة تحسن الرؤية وزوال التشوهات الناتجة عن المياه البيضاء، كما قد يشعر المريض بسطوع أكبر للألوان وتحسن في الرؤية الليلية.

من الجدير بالذكر أن بعض الأعراض المؤقتة مثل الألم والتورم والاحمرار قد تظهر بعد العملية، لكنها تختفي عادةً خلال فترة قصيرة وللحصول على أفضل النتائج، يُنصح المريض باتباع التعليمات الطبية الموصى بها من الطبيب لتجنب أي مضاعفات وتحقيق تعافٍ سريع.

هل تتحسن الرؤية بعد عملية المياه البيضاء؟

نعم، تتحسن الرؤية بشكل ملحوظ بعد عملية إزالة المياه البيضاء، إذ تعد هذه العملية العلاج الرئيسي لمشكلة تجمع البروتينات داخل عدسة العين التي تسبب ضبابية الرؤية. بإزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة صناعية شفافة، يستعيد المريض وضوح النظر وقدرته على التركيز.

عادةً، يلاحظ المريض فرقاً واضحاً في الرؤية بعد الجراحة، حيث يصل معظم المرضى إلى حوالي 95% من كفاءة الرؤية المثالية خلال يوم أو يومين فقط، وتستقر الرؤية بشكل كبير خلال أسبوع، مما يمكّنهم من العودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي دون أي صعوبات بصرية.

ورغم التحسن الكبير في الرؤية، قد يشعر بعض المرضى بأعراض مؤقتة مثل الألم أو التورم بعد العملية، إلا أن هذه الأعراض تتلاشى سريعاً. ويُنصح دائماً باتباع تعليمات الطبيب لضمان أفضل النتائج وتجنب أي مضاعفات محتملة.

هل يمكن أن تعود المياه البيضاء بعد العملية؟

في الواقع، لا يمكن للمياه البيضاء أن تعود بعد العملية، حيث أن العتامة في العين تحدث بسبب تغيرات في تركيبة عدسة العين الطبيعية التي تحتوي على البروتينات أما العدسة المزروعة خلال العملية، فهي مصنوعة من مواد خاملة لا تتفاعل مع أنسجة العين، وبالتالي لا تتعرض لأي تغيرات بمرور الوقت، مما يجعل احتمالية عودة المياه البيضاء مستحيلة عملياً.

في الختام، تمثل عملية ازالة الماء الابيض من العين خطوة هامة نحو استعادة وضوح الرؤية والتخلص من العتامة التي تعيق الأنشطة اليومية. بفضل التقدم الطبي، أصبحت هذه العملية إجراءً آمناً وفعالاً يعيد للمريض جودة بصرية وحياة مليئة بالنشاط. إذا كنت تفكر في هذا الإجراء، فإن استشارة د. أحمد الهبش ستمنحك فهمًا كاملاً ومعلومات دقيقة حول العملية، مما يساعدك على اتخاذ القرار بثقة تامة للحصول على أفضل النتائج.