تُعد الجلوكوما الماء الازرق​ من أخطر أمراض العين التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل تدريجي إذا لم تُشخّص وتُعالج في الوقت المناسب. يحدث هذا المرض نتيجة ارتفاع ضغط السائل داخل العين، مما يؤثر على العصب البصري الذي ينقل الإشارات البصرية إلى الدماغ. في هذا الدليل الشامل، يقدّم د. أحمد الهبش نظرة مفصّلة على مرض الجلوكوما، بما في ذلك أسبابه، أعراضه، طرق تشخيصه، وأحدث العلاجات المتاحة للحفاظ على النظر وحماية العين من المضاعفات. تابع معنا لتتعرف على كيفية التعامل مع هذا المرض وسبل الوقاية منه.

الجلوكوما الماء الازرق​

المياه الزرقاء، أو الجلوكوما، هي مجموعة من الحالات التي تصيب العين وتتسبب في تلف العصب البصري، المسؤول عن نقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ، مما يجعله عنصرًا أساسيًا للرؤية الجيدة. غالبًا ما يحدث هذا التلف نتيجة ارتفاع ضغط العين، إلا أن الجلوكوما قد تحدث أيضًا حتى مع ضغط عين طبيعي.

يمكن أن تظهر الجلوكوما في أي عمر، لكنها شائعة بشكل خاص بين البالغين الأكبر سنًا، وتعد من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر لدى من هم فوق سن الستين. للأسف، معظم أنواع الجلوكوما تتطور دون ظهور أعراض واضحة في البداية، حيث يحدث التلف بشكل تدريجي وقد لا يُلاحظ التغير في الرؤية حتى مراحل متقدمة من المرض.

ولهذا، من الضروري إجراء فحوصات دورية للعين تتضمن قياس ضغط العين بانتظام فعند اكتشاف الجلوكوما مبكرًا، يمكن التحكم بها لمنع أو إبطاء فقدان الرؤية. وإذا تم تشخيصك بالجلوكوما، فإن المتابعة الطبية والعلاج المستمر هما المفتاح للحفاظ على صحة عينيك مدى الحياة.

تُعتبر الجلوكوما الماء الأزرق من الأمراض التي تؤثر على العصب البصري وقد تؤدي إلى فقدان البصر إذا لم تُعالج مبكرًا. يقدم موقع د. أحمد الهبش معلومات دقيقة حول التشخيص وخيارات العلاج المتاحة لضمان الحفاظ على صحة العين وجودة الرؤية.

اعراض الجلوكوما الماء الازرق​

تختلف أعراض الجلوكوما باختلاف نوع الحالة ومرحلتها، وفيما يلي الأعراض لكل نوع:

اعراض الجلوكوما عند الأطفال

• خمول أو تغيم في العين لدى الرضع.
• زيادة الرمش أو ظهور دموع دون بكاء.
• تشوش الرؤية.
• قصر نظر يزداد مع الوقت.
• صداع.

اعراض الجلوكوما مفتوحة الزاوية

• لا تظهر أي أعراض في البداية.
• ظهور بقع عمياء متفرقة في الرؤية الطرفية بشكل تدريجي.
• صعوبة في الرؤية المركزية مع تقدم الحالة.

اعراض الجلوكوما ذات ضغط العين الطبيعي

• تبدأ الأعراض بتشوش تدريجي في الرؤية.
• فقدان الرؤية الجانبية في مراحل متقدمة.
• لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة.

اعراض جلوكوما انسداد الزاوية الحاد

• صداع حاد.
• ألم شديد في العين.
• غثيان أو قيء.
• تشوش الرؤية ورؤية هالات حول الأضواء.
• احمرار في العين.

اعراض المياه الزرقاء الصبغية

• رؤية هالات حول الأضواء.
• تشوش الرؤية أثناء النشاط البدني.
• فقدان تدريجي للرؤية الجانبية.

إذا واجهت أعراضًا مفاجئة مثل الصداع الشديد أو ألم حاد في العين، فقد تشير هذه الأعراض إلى جلوكوما انسداد الزاوية الحاد، وهي حالة طارئة تتطلب علاجًا فوريًا في هذه الحالة، يجب التوجه إلى قسم الطوارئ أو التواصل مع طبيب العيون على الفور.

اسباب الماء الازرق في العين الجلوكوما

تحدث الإصابة بالجلوكوما عندما يتضرر العصب البصري، ومع تفاقم هذا التلف، تظهر بقع عمياء في مجال الرؤية. غالبًا ما يرتبط هذا الضرر بارتفاع ضغط العين، وإن لم تتضح بعد الأسباب الكاملة لذلك.

يعود ارتفاع ضغط العين إلى تراكم السائل المعروف باسم الخلط المائي، والذي يُفترض أن يتدفق عبر الشبكة التربيقية، وهي نسيج يقع في الزاوية التي تلتقي فيها القزحية بالقرنية، ويعمل على تصريف السائل الزائد. عندما يتعطل نظام التصريف، يتزايد السائل في العين مما يؤدي إلى ارتفاع ضغطها.

أنواع الجلوكوما

الجلوكوما مفتوحة الزاوية

تعد الأكثر شيوعًا، وتبقى فيها زاوية التصريف بين القزحية والقرنية مفتوحة، لكن كفاءة التصريف تقل تدريجيًا، مما يؤدي إلى ارتفاع بطيء في ضغط العين.

الجلوكوما مغلقة الزاوية

تحدث عند بروز القزحية، ما يؤدي إلى انسداد زاوية التصريف بشكل جزئي أو كلي، فيمنع السائل من التدفق بشكل طبيعي، مما يزيد الضغط داخل العين، وقد يظهر هذا النوع بشكل مفاجئ أو تدريجي.

الجلوكوما ذات الضغط الطبيعي

في هذه الحالة، يحدث تلف العصب البصري دون ارتفاع ملحوظ في ضغط العين. قد يكون ذلك بسبب حساسية العصب البصري أو انخفاض تدفق الدم إليه، والذي قد ينتج عن تراكم الدهون في الشرايين أو مشكلات في الدورة الدموية.

الجلوكوما عند الأطفال

يمكن أن يولد الطفل مصابًا بالجلوكوما أو يُصاب بها في سنواته الأولى نتيجة انسداد قنوات التصريف أو بسبب أمراض معينة تؤثر على صحة العصب البصري.

الجلوكوما الصبغية

تحدث عندما تسد حبيبات الصباغ من القزحية قنوات التصريف، مما يعيق خروج السائل من العين، وقد تؤدي الأنشطة البدنية مثل الركض إلى تحريك هذه الحبيبات وتراكمها في زاوية التصريف، مما يزيد ضغط العين.

تجدر الإشارة إلى أن الجلوكوما غالبًا ما تكون موروثة، حيث تم رصد جينات مرتبطة بارتفاع ضغط العين وتلف العصب البصري لدى بعض الأفراد.

عوامل الخطر 

قد تتسبب المياه الزرقاء في تضرر الرؤية دون ظهور أعراض واضحة في البداية، لذا من الضروري معرفة عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمال الإصابة:

• التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالجلوكوما يكونون أكثر عرضة للإصابة.
• ارتفاع ضغط العين: من أهم العوامل المرتبطة بتطور الجلوكوما.
• التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بعد سن 55 عامًا.
• العوامل العرقية: الأشخاص ذوو الأصول السوداء، الآسيوية، أو الإسبانية أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما.
• الأمراض المزمنة: الإصابة بمرض السكري، الشقيقة (الصداع النصفي)، ارتفاع ضغط الدم، أو أنيميا الخلايا المنجلية.
• مشكلات النظر الحادة: كقصر النظر أو طول النظر الشديد.
• ترقق القرنية المركزية: هذا الترقق قد يؤثر على استقرار ضغط العين.
• الإصابات أو الجراحات السابقة في العين: يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمياه الزرقاء.
• الاستخدام المطول للكورتيكوستيرويدات: خصوصًا عند استخدام قطرات العين التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لدى بعض الأشخاص زوايا تصريف ضيقة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالجلوكوما ذات انسداد الزاوية الحاد.

الوقاية من الجلوكوما (المياه الزرقاء)

للحماية من الجلوكوما (المياه الزرقاء) وتجنب فقدان البصر أو تأخير تفاقم الحالة، يُنصح باتباع الخطوات التالية:

•  إجراء فحص دوري للعين: تساعد الفحوصات المنتظمة في اكتشاف الجلوكوما في مراحلها المبكرة قبل حدوث أضرار كبيرة. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بإجراء فحص شامل للعين كل 5-10 سنوات لمن هم دون سن 40، وكل 2-4 سنوات لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و54 عامًا، وكل 1-3 سنوات لمن تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عامًا، وسنويًا أو كل عامين لمن هم فوق 65 عامًا. في حال كنت معرضًا للإصابة، استشر طبيبك حول جدول الفحوص المناسب.
• التعرف على تاريخ العائلة المرضي: نظرًا لانتشار الجلوكوما بين أفراد العائلة الواحدة، فإن معرفتك بتاريخ العائلة يساعدك على اتخاذ الإجراءات الوقائية وإجراء فحوصات أكثر تكرارًا.
• ارتداء واقي للعين: تحمي الأدوات الواقية العين من الإصابات التي قد تؤدي إلى الجلوكوما، لذلك يُنصح بارتدائها عند استخدام الأدوات الكهربائية أو ممارسة الرياضات التي قد تشكل خطرًا على العين.
• استخدام قطرات العين بانتظام: تساهم القطرات الموصوفة طبيًا في خفض ضغط العين، مما يقلل من احتمالية تطور الجلوكوما. تأكد من استخدام القطرات التي وصفها الطبيب بانتظام، حتى لو لم تكن هناك أعراض ظاهرة.

التشخيص الجلوكوما 

عند الاشتباه بالإصابة بالجلوكوما، سيقوم طبيب العيون بمراجعة تاريخك الطبي وإجراء فحص شامل للعين يتضمن مجموعة من الاختبارات، بما في ذلك:

• قياس ضغط العين: يُعرف أيضًا بقياس توتر العين لتحديد مستوى الضغط داخل العين.
• فحص العصب البصري: يشمل تقييم العصب البصري باستخدام فحص قاع العين الموسع، بالإضافة إلى الفحوصات التصويرية للكشف عن أي تلف.
• اختبار مجال الرؤية: لتحديد مناطق فقدان الرؤية أو أي تراجع في الرؤية المحيطية.
• قياس سماكة القرنية: يُجرى لمعرفة مدى تأثير سمك القرنية على ضغط العين.
• تنظير الزاوية: فحص زاوية التصريف لتحديد كيفية تصريف السائل داخل العين.

تساعد هذه الفحوص الشاملة في تقديم صورة دقيقة عن صحة العين وتحديد أفضل خطة علاجية للحفاظ على البصر.

طرق علاج  الجلوكوما (المياه الزرقاء)

رغم أنه لا يمكن استعادة الضرر الناتج عن الجلوكوما، فإن العلاج والفحوصات المنتظمة يمكن أن تساهم في إبطاء فقدان البصر أو منعه، خاصة عند اكتشاف المرض مبكرًا. يهدف العلاج إلى خفض ضغط العين بطرق متعددة تشمل الأدوية، قطرات العين، العلاج بالليزر، أو الجراحة.

قطرات العين

غالبًا ما يُبدأ العلاج بقطرات العين، حيث تعمل بعض الأنواع على زيادة تصريف السائل داخل العين، بينما تقلل أنواع أخرى من كمية السائل الذي تفرزه العين. قد يصف الطبيب عدة أنواع من قطرات العين مثل:

• البروستاغلاندينات: تساعد على تحسين تصريف السائل من العين، وتتضمن أدوية مثل لاتانوبروست وترافوبروست.
• حاصرات مستقبلات بيتا: تعمل على تقليل إنتاج السائل في العين، ومنها تيمولول وبيتاكسولول.
• ناهضات ألفا الأدرينالينية: تقلل من إفراز السائل وتزيد من التصريف، مثل ابراكلونيدين وبريمونيدين.
• مثبطات الأنهيدراز الكربوني: تخفف من إفراز السائل في العين، ومنها دورزولاميد وبرينزولاميد.
• مثبطات رهو كيناز: تخفض ضغط العين عبر تثبيط إنزيمات معينة، ويُعرف دواؤها باسم نيتارسوديل.
• المركبات الكولينية: تزيد من تدفق السائل، مثل بيلوكاربين.

تذكر أن بعض القطرات قد تُمتص عبر مجرى الدم، لذا يُنصح بإغلاق العينين لمدة دقيقة أو دقيقتين بعد وضع القطرة.

الأدوية الفموية

قد تُستخدم الأدوية الفموية، خاصةً إذا كانت القطرات غير كافية، وعادةً ما تكون مثبطات الأنهيدراز الكربوني مثل أستازولاميد. تشمل الآثار الجانبية المحتملة كثرة التبول والتنميل.

العلاج بالليزر والجراحة

تشمل الخيارات الأخرى لتقليل ضغط العين:

• العلاج بالليزر: يستخدم الطبيب شعاع ليزر لتحسين تصريف السائل من العين، ويُعد خيارًا إذا لم تُظهر القطرات فاعلية.
• جراحة الترشيح (استئصال التربيق): يقوم الجراح بفتح مخرج إضافي للسائل في العين، مما يساعد على تخفيف الضغط.
• أنابيب التصريف: يتم إدخال أنبوب صغير في العين لتصريف السوائل.
• جراحة الجلوكوما طفيفة التوغل: تُجرى عادة بالتزامن مع جراحة الساد، وتتطلب عناية أقل بعد العملية مقارنةً بالجراحات الأخرى.
  

   

  View this post on Instagram

   

  A post shared by Dr Ahmed Alhabash (@drahmedalhabash)

علاج الزرق الحاد

يعد زرَق انسداد الزاوية الحاد حالة طارئة تتطلب علاجًا فوريًا لتقليل ضغط العين، وذلك عبر الأدوية أو الليزر أو الجراحة. قد يُجرى إجراء يُسمى “بضع القزحية الطرفي بالليزر”، حيث يفتح الجراح فتحة صغيرة في القزحية لتخفيف الضغط.

بعد الإجراء، ستحتاج إلى متابعة دورية مع طبيب العيون للتحقق من استقرار ضغط العين، وقد تتطلب بعض الحالات علاجًا إضافيًا إذا عاد الضغط للارتفاع أو ظهرت تغييرات جديدة في العين.

نصائح للحفاظ على صحة العين والسيطرة على ارتفاع ضغط العين

إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في تحسين صحة العين والحد من ارتفاع ضغط العين:

• اتباع نظام غذائي صحي: يُعد تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل الزنك، النحاس، السيلينيوم، والفيتامينات المضادة للأكسدة “A” و”C” و”E”، مهمًا لدعم صحة العين.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يمكن للتمارين أن تساهم في خفض ضغط العين، لكن من المهم استشارة الطبيب لتحديد برنامج تمارين مناسب لحالتك الصحية.
•  تقليل استهلاك الكافيين: قد يؤدي تناول الكافيين بكميات كبيرة إلى ارتفاع ضغط العين، لذا يُنصح بتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين باعتدال.
•  شرب السوائل باعتدال: ينصح بشرب السوائل بانتظام وبكميات معتدلة؛ حيث قد يسبب شرب كميات كبيرة في وقت قصير ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط العين.
• الالتزام بالأدوية الموصوفة: من المهم استخدام قطرات العين أو الأدوية الأخرى تمامًا كما وصفها الطبيب لتحقيق أفضل نتائج ممكنة وللحد من تلف العصب البصري.

في الختام، تمثل الجلوكوما الماء الازرق​ تحديًا كبيرًا لصحة العين، خاصةً أنها تتطور بشكل تدريجي ودون أعراض واضحة في المراحل المبكرة. ومع ذلك، يمكن للفحص الدوري والمتابعة الطبية أن يساعدا في الكشف المبكر وتجنب فقدان البصر. يوفر د. أحمد الهبش الرعاية المتخصصة والمشورة اللازمة للتعامل مع هذه الحالة بفعالية، مع التركيز على أهمية التوعية بأساليب الوقاية وأحدث الخيارات العلاجية المتاحة. تذكر أن الحفاظ على صحة العين يبدأ بالوقاية والمتابعة، مما يمنحك فرصة لحماية نظرك والتمتع برؤية سليمة طوال الحياة.