يُعتبر الماء الأزرق في العين، أو ما يُعرف بالجلوكوما، من الأمراض الصامتة التي قد تؤدي إلى تدهور الرؤية بشكل تدريجي إذا لم تُكتشف وتُعالج في الوقت المناسب ومع تعدد الأسباب التي تقود إلى ارتفاع ضغط العين وتلف العصب البصري، يبقى الوعي بأعراض هذا المرض وأسبابه خطوة أساسية في الوقاية منه. في هذا المقال، يوضح د. أحمد الهبش الماء الازرق في العين اسبابه وعلاجه لحماية الرؤية والحفاظ على صحة العين.

المياه الزرقاء، أو ما يُعرف بالجلوكوما، هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على العين وتتسبب في تدمير العصب البصري، المسؤول عن نقل الإشارات البصرية من العين إلى الدماغ لضمان رؤية واضحة. عادةً ما ينتج تلف العصب البصري عن ارتفاع ضغط العين، ولكن قد تحدث الإصابة حتى مع ضغط طبيعي للعين.

الماء الازرق في العين اسبابه وعلاجه

الأسباب

يحدث الزرق (المياه الزرقاء) نتيجة لتضرر العصب البصري، حيث يؤدي هذا التلف التدريجي إلى ظهور بقع عمياء في مجال الرؤية. على الرغم من عدم وضوح الأسباب تمامًا، يرتبط هذا الضرر غالبًا بارتفاع ضغط العين الناتج عن تراكم السائل المائي داخل العين. يتدفق هذا السائل عادةً من خلال شبكة تصريف تسمى “الشبكة التربيقية” في المنطقة التي تلتقي فيها القزحية مع القرنية. عندما يصبح نظام التصريف غير فعال، يتزايد الضغط في العين، ما يُعرض العصب البصري للخطر.

أنواع المياه الزرقاء وأسبابها

• الزرق مفتوح الزاوية يُعد النوع الأكثر شيوعًا، حيث تبقى زاوية التصريف مفتوحة ولكن أجزاءً أخرى من نظام التصريف تفقد كفاءتها تدريجيًا، ما يؤدي إلى ارتفاع بطيء في ضغط العين.
• المياه الزرقاء منغلقة الزاوية يحدث هذا النوع عندما تتقدم القزحية بشكل يمنع تصريف السائل بشكل كامل أو جزئي، ما يزيد من الضغط داخل العين. يمكن أن يظهر بشكل مفاجئ أو يتطور تدريجيًا.
• الزرق ذو الضغط الطبيعي في بعض الحالات، قد يتضرر العصب البصري حتى مع ضغط عين طبيعي، ويرتبط ذلك غالبًا بانخفاض تدفق الدم إلى العصب بسبب ضعف الدورة الدموية أو تراكم الترسّبات الدهنية في الشرايين.
• الزرق عند الأطفال قد يولد الطفل مصابًا بالمياه الزرقاء أو يتطور لديه خلال سنواته الأولى بسبب انسداد قنوات التصريف، الإصابات، أو حالات مرضية أخرى تؤثر على العصب البصري.
• الجلوكوما الصبغية في هذا النوع، تسد حبيبات الصباغ من القزحية قنوات التصريف، ما يعيق خروج السائل من العين ويزيد الضغط. وقد تُحرك الأنشطة البدنية مثل الجري هذه الحبيبات، فتتجمع على الشبكة التربيقية وتزيد من الضغط داخل العين.

تُعتبر المياه الزرقاء حالة متوارثة في العائلات، حيث تمكن العلماء من رصد جينات مرتبطة بارتفاع ضغط العين وتلف العصب البصري لدى بعض الأشخاص، ما يزيد من احتمالية انتقال المرض وراثيًا.

العلاج

في حين لا يوجد علاج نهائي للجلوكوما، يركز العلاج على التحكم في الأعراض وتخفيف حدة المرض للحفاظ على الرؤية ومنع تفاقم الحالة. يُعد التشخيص المبكر واختيار العلاج المناسب من أهم العوامل التي تحمي من مضاعفات الجلوكوما وفيما يلي بعض العلاجات المستخدمة:

• قطرات العين والأدوية تُعد قطرات العين الخيار الأول لعلاج ضغط العين المرتفع في حالات الجلوكوما، حيث تعمل على تقليل السوائل داخل العين. يجب استخدامها بشكل منتظم، وقد تشمل آثارها الجانبية احمرار العين وعدم وضوح الرؤية والحساسية.
• مشابهات البروستاجلاندين تساعد هذه الأدوية في تقليل ضغط العين بشكل فعال.
•  حاصرات بيتا تستخدم في بعض الأحيان للتحكم في ضغط العين.
•  العلاج بالليزر هناك عدة طرق لعلاج الجلوكوما باستخدام الليزر، منها ترميم الشبكة التربيقية بالليزر , وبضع القزحية (Iridotomy), والتخثير الضوئي الدوري الذي يعمل على تقليل إنتاج السوائل في العين.

• العمليات الجراحية إذا لم تحقق القطرات والعلاج بالليزر النتيجة المرجوة، قد يلجأ الطبيب للجراحة لتخفيف ضغط العين. تشمل العمليات الجراحية:

قبل الخضوع لأي إجراء، يقوم الطبيب بفحص شامل لاختيار العملية الأنسب ويطلع المريض على جميع التفاصيل، بما في ذلك التكلفة، لضمان اتخاذ القرار الأفضل لصحة العين.

اعراض الماء الازرق في العين

تختلف أعراض المياه الزرقاء باختلاف نوع الحالة ومرحلتها:

الزرق مفتوح الزاوية

غالبًا لا تظهر أعراض في المراحل المبكرة.

• ظهور بُقع عمياء متفرقة في مجال الرؤية الجانبي (الرؤية الطرفية) بشكل تدريجي.
• صعوبة في رؤية الأشياء في المجال المركزي مع تقدم الحالة.

زرق انسداد الزاوية الحاد

• صداع شديد وألم حاد في العين.
• الغثيان أو القيء.
• تشوش في الرؤية وظهور هالات ملونة حول الأضواء.
• احمرار العين.

الزرق مع ضغط عين طبيعي

غالبًا لا تظهر أعراض في المراحل المبكرة.

• تشوش تدريجي في الرؤية.
• فقدان الرؤية الجانبية في المراحل المتقدمة.

اعراض الزرق عند الأطفال

• غمامة أو خمول في العين لدى الرضع.
• زيادة الرمش والدموع بدون بكاء.
• تشوش الرؤية وقصر نظر يتفاقم بمرور الوقت.
• الصداع.

المياه الزرقاء الصبغية

• ظهور هالات حول المصابيح.
• تشوش الرؤية خاصة أثناء ممارسة الرياضة.
• فقدان تدريجي للرؤية الجانبية.

إذا شعرت بأعراض مفاجئة مثل صداع حاد أو ألم شديد في العين، فقد تكون مصابًا بزرق انسداد الزاوية الحاد، وهي حالة طارئة تتطلب علاجًا فوريًا توجّه فورًا إلى قسم الطوارئ أو تواصل مع عيادة طبيب العيون.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمياه الزرقاء

تُعتبر المياه الزرقاء من الأمراض التي قد تلحق الضرر بالبصر دون ظهور أعراض واضحة في البداية. ومن المهم الإلمام بعوامل الخطر التي تشمل:

• التقدم بالعمر: يزداد خطر الإصابة بعد سن 55 عامًا.
• ارتفاع ضغط العين: يُعد من أبرز العوامل التي تؤدي إلى الزرق.
• الخلفية العرقية: الأشخاص من أصول إفريقية، آسيوية، أو إسبانية معرضون أكثر للإصابة.
• تاريخ عائلي: وجود حالات سابقة في العائلة يزيد من احتمالية الإصابة.
• أمراض مزمنة: مثل السكري، الشقيقة، ارتفاع ضغط الدم، وأنيميا الخلايا المنجلية.
• ترقق القرنية: خصوصًا في منطقة المنتصف، حيث يزيد من الضغط على العصب البصري.
• قصر النظر أو طول النظر الحاد: يزيد من احتمالات الإصابة.
• إصابات وجراحات سابقة في العين: قد تسهم في رفع مخاطر الإصابة بالزرق.
• استخدام طويل الأمد للكورتيكوستيرويدات: خاصة قطرات العين، مما قد يؤدي لارتفاع الضغط داخل العين.

كما أن الأشخاص الذين يعانون من زوايا تصريف ضيقة في العين قد يكونون أكثر عرضة لزرق انسداد الزاوية الحاد، مما يستدعي المراقبة الدورية لصحة العين.

إرشادات للوقاية من الزرق

للتقليل من خطر الإصابة بالزرق واكتشافه مبكرًا، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

• الالتزام بالفحوصات الدورية للعين: الفحص المنتظم يمكن أن يكتشف الزرق في مراحله الأولى قبل حدوث تلف كبير. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بفحص شامل كل 5 إلى 10 سنوات للأعمار دون 40، وكل 2 إلى 4 سنوات لمن هم بين 40 و54 عامًا، وكل 1 إلى 3 سنوات للأعمار بين 55 و64، ثم كل عام أو عامين لمن تجاوزوا 65 عامًا. إذا كنت ضمن الفئات المعرضة للإصابة، فقد يكون من الضروري إجراء الفحوصات بتواتر أعلى؛ استشر طبيبك للحصول على توصيات محددة.
• الاطلاع على التاريخ العائلي لأمراض العين: الزرق قد يكون موروثًا، لذا فإن معرفتك بتاريخ العائلة يسهم في زيادة وعيك ويجعلك أكثر حرصًا على الفحص الدوري.
• ارتداء واقيات العين عند الضرورة: لحماية عينيك من الإصابات، يُنصح باستخدام واقٍ للعين عند استخدام الأدوات الخطرة أو ممارسة بعض الرياضات، حيث يمكن أن تؤدي الإصابات الخطيرة إلى تطور الزرق.
• الالتزام باستخدام قطرات العين الموصوفة: تساهم قطرات العين المخصصة لعلاج ارتفاع ضغط العين في الوقاية من تطور الزرق. حتى وإن كنت لا تشعر بأعراض، فإن استخدام القطرات بانتظام كما أوصى الطبيب يعزز من صحة العين ويحميها من المضاعفات.

اتباع هذه الإرشادات يعزز من فرص الحفاظ على صحة العين ويقلل من خطر الإصابة بالزرق.

طرق الوقاية من الجلوكوما (زرق العين)

للوقاية من الجلوكوما، يُنصح باتباع النصائح التالية:

• الإقلاع عن التدخين: حيث أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض العين.
• السيطرة على ضغط الدم والسكري: الحفاظ على مستويات صحية من ضغط الدم وسكر الدم يساعد في حماية العصب البصري.
• إجراء فحوصات دورية للعين: خاصة مع التقدم في العمر، وذلك لاكتشاف أي علامات مبكرة للزرق وتجنب مضاعفاته.

مضاعفات الجلوكوما (زرق العين)

تشمل مضاعفات الجلوكوما ما يلي:

• تلف العصب البصري بشكل كامل: ما يؤدي إلى فقدان القدرة على الإبصار.
• صعوبة في أداء الأنشطة اليومية: قد يحتاج المريض إلى مساعدة الآخرين للقيام بأعماله اليومية.
• خطر العمى: في حال إهمال العلاج، قد تتفاقم الحالة لتؤدي إلى العمى، بينما يمكن تفادي ذلك وتحقيق تحسن ملحوظ عند التشخيص والعلاج المبكر.

في الختام، يُعتبر الماء الأزرق من الأمراض التي قد تؤثر على جودة الحياة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب. من خلال معرفة الماء الازرق في العين اسبابه وعلاجه واتباع أساليب الوقاية، يمكن للعديد من الأشخاص حماية بصرهم من مضاعفاته الخطيرة.