دمل العين، المعروف أيضًا بجليجل العين، هو مشكلة شائعة تسبب انتفاخًا مؤلمًا في الجفن نتيجة التهاب الغدد الدهنية أو بصيلات الرموش. وعلى الرغم من أنه قد يبدو مزعجًا للبعض، إلا أنه في معظم الحالات غير خطير ويزول من تلقاء نفسه مع العناية المناسبة. ولكن ما الذي يسبب ظهوره؟ ولماذا يعاني بعض الأشخاص منه بشكل متكرر؟

في هذا المقال من خلال دكتور أحمد الهبش، سنستعرض بالتفصيل الأسباب الرئيسية لظهور جليجل العين، والعوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوثه، بالإضافة إلى بعض النصائح الفعالة للوقاية منه والتعامل معه بشكل صحيح. تابع القراءة لتتعرف على كل ما تحتاج لمعرفته حول هذه المشكلة المزعجة وكيفية التخلص منها بسرعة وأمان.

ما هو جليجل العين؟ 

“أبو جليجل” هو التهاب حاد يصيب إحدى الغدد الدهنية أو العرقية في جفن العين، مما يؤدي إلى ظهور انتفاخ ملحوظ في المنطقة المصابة. تنتهي هذه الغدد بقنوات صغيرة بالقرب من خط الرموش، وعند تعرضها للانسداد أو التهيج، يمكن أن ينشأ الالتهاب، مما يسبب ظهور هذا التورم المؤلم.

يتميز “أبو جليجل” بظهور كتلة حمراء منتفخة على الجفن، وقد تتوسطها نقطة بيضاء أو صفراء تشبه البثور، مما يجعله واضحًا للعين المجردة. وغالبًا ما يكون مصحوبًا بألم خفيف أو شعور بالانزعاج عند اللمس، مما يجعله من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون في محيط العين.

يظهر “أبو جليجل” غالبًا عند حواف الجفن، وقد يكون التورم بارزًا للخارج أو متجهًا للداخل باتجاه العين. وعلى الرغم من أنه عادةً لا يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، إلا أن هذا الالتهاب غالبًا ما يزول تلقائيًا خلال بضعة أيام دون الحاجة إلى علاج مكثف.

ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يمتد الالتهاب ليشمل أجزاء أوسع من الجفن، مما يؤدي إلى انتفاخه وزيادة التهيج، الأمر الذي قد يتطلب تدخلًا طبيًا لتجنب تفاقم الحالة.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بـ جليجل العين

يُعزى ظهور “جليجل العين” في معظم الحالات إلى عدوى بكتيرية، غالبًا بسبب البكتيريا العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، التي قد تتسلل إلى الغدد الدهنية أو العرقية في الجفن مسببة الالتهاب.

لكن هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، منها:

ممارسات خاطئة تتعلق بمكياج العيون

• عدم إزالة المكياج بالطريقة الصحيحة.
• ترك بقايا المكياج على العين لفترات طويلة.
• استخدام مستحضرات قديمة أو ملوثة.

يُعد دمل العين من الحالات الشائعة التي تسبب ألمًا وتورمًا في الجفن نتيجة التهاب إحدى الغدد الدهنية. في موقع د. أحمد الهبش، نقدم شرحًا مفصلًا لأسباب الدمل وطرق علاجه والوقاية منه. غالبًا ما يختفي الدمل بالعلاج المنزلي، ولكن في بعض الحالات قد يتطلب تدخلًا طبيًا. تعرف على أفضل النصائح الطبية عبر موقع د. أحمد الهبش.

ممارسات خاطئة تتعلق بالعدسات اللاصقة

• عدم تعقيم العدسات قبل الاستخدام.
• لمس العدسات بأيدٍ غير نظيفة.

أسباب أخرى قد ترفع من خطر الإصابة

• إصابات سابقة: إذا كنت قد أُصبت بـ”أبو جليجل” من قبل، فقد تكون أكثر عرضة لتكرار الحالة.
• إهمال نظافة محيط العين: مثل عدم غسل اليدين قبل لمس العينين.
• مشكلات صحية في العين: مثل التهاب الجفن المزمن.
• أمراض مزمنة: مثل السكري، الوردية، والتهاب الجلد المثي، والتي قد تجعل العين أكثر عرضة للالتهابات.
• عوامل إضافية: مثل التغيرات الهرمونية، التوتر، قلة النوم، وسوء التغذية، والتي قد تضعف مناعة الجسم وتزيد من فرص الإصابة.

الاهتمام بنظافة العين، وتجنب العادات الخاطئة في استخدام المكياج والعدسات اللاصقة، والحرص على العناية بالصحة العامة، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بـ”أبو جليجل” ويحافظ على صحة العيون.

يقدم الدكتور أحمد الهبش رعاية متكاملة لصحة العيون بأحدث التقنيات. للتواصل أو حجز موعد، يمكنكم الاتصال أو المراسلة عبر واتساب: +966557917143.

انواع جليجله في العين

ينقسم جليجل العين إلى نوعين رئيسيين، يختلف كل منهما في موضعه وأسبابه ومدى تأثيره على العين:

شحاذ العين الخارجي

يُعد النوع الأكثر شيوعًا، حيث يظهر على شكل تورم واضح في السطح الخارجي للجفن، وتحديدًا بالقرب من حواف الرموش. غالبًا ما يتغير لون التورم إلى الأصفر بسبب امتلائه بالقيح، ويكون مصحوبًا بألم يزداد عند لمسه.

ينشأ هذا النوع نتيجة التهاب أو عدوى تصيب بصيلات شعر الرموش، أو الغدد الدهنية، أو الغدد العرقية الموجودة في الجفن، مما يؤدي إلى تهيج المنطقة وتورمها.

شحاذ العين الداخلي

يظهر هذا النوع في السطح الداخلي للجفن، حيث يكون رأس التورم مواجهًا لكرة العين، مما يجعله غير ظاهر من الخارج سوى على شكل انتفاخ غير محدد. وغالبًا ما يكون هذا النوع أكثر ألمًا مقارنةً بشحاذ العين الخارجي.

ينتج “شحاذ العين الداخلي” عن التهاب أو عدوى تصيب غدة ميبوميوس الدهنية، وهي الغدة المسؤولة عن إفراز الزيوت التي تشكل جزءًا من الطبقة الدمعية المغلفة للعين، مما يؤدي إلى احتباس الإفرازات وظهور الالتهاب.

أعراض جليجل العين

عند الإصابة بـ”أبو جليجل”، قد تظهر مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على راحة العين ووظائفها. إليك أبرز هذه الأعراض:

مشكلات في الرؤية

• ضبابية الرؤية بسبب التورم والالتهاب.
• تحسس من الضوء، مما يجعل التعرض للإضاءة الساطعة غير مريح.

تغيرات واضحة في الجفن

• ظهور كتلة صغيرة أو نتوء ملحوظ في الجفن.
• احمرار وتورم في المنطقة المصابة.
• ارتخاء الجفن في بعض الحالات، مما قد يجعل العين تبدو أصغر.

إفرازات وتجمع قشور

• خروج إفرازات صفراء قد تتجمع على الرموش أو زوايا العين.
• تكوّن قشور على الجفن، خاصة بعد الاستيقاظ من النوم.

أعراض أخرى محتملة

• حكة وحرقة في العين المصابة.
• ألم أو انزعاج يزداد عند لمس الجفن أو تحريكه.
• زيادة في إنتاج الدموع دون سبب واضح.
• شعور بوجود جسم غريب داخل العين، مما يسبب رغبة مستمرة في فركها.
• في حالات نادرة، قد يمتد التورم ليشمل الجفن بالكامل، مما يؤدي إلى انتفاخه بشكل ملحوظ.

إذا تفاقمت الأعراض أو استمر التورم لفترة طويلة دون تحسن، فمن الأفضل استشارة طبيب العيون لتجنب المضاعفات المحتملة.

طرق علاج جليجلة العين

يمكن تسريع تعافي العين من “أبو جليجل” بعدة طرق، بعضها يعتمد على الانتظار الطبيعي، بينما يتطلب البعض الآخر تدخلًا طبيًا في حالات معينة. إليك أبرز الخيارات العلاجية:

الانتظار دون علاج

في معظم الحالات، يشفى “أبو جليجل” تلقائيًا دون الحاجة إلى أي تدخل طبي. بمجرد أن يتكون رأس للشحاذ، فإنه عادةً ينفجر ذاتيًا خلال 3 إلى 4 أيام، مما يسمح بتصريف القيح وبدء التعافي التدريجي للجفن حتى يعود إلى حالته الطبيعية.

الكمادات الدافئة

يمكن تسريع عملية الشفاء من خلال تطبيق كمادات دافئة على المنطقة المصابة عدة مرات يوميًا، مع تركها لمدة بضع دقائق في كل مرة. يساعد ذلك في تقليل التورم وتعزيز تصريف القيح.

نصيحة مهمة: يجب التأكد من أن الكمادات دافئة وليست ساخنة لتجنب أي حروق، لذا يُفضل اختبار حرارتها على منطقة صغيرة من الجلد قبل وضعها على العين.

خيارات علاجية أخرى

في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لتدخل إضافي، مثل:

• نتف شعر الرموش القريبة من الشحاذ للمساعدة في فتح القناة المسدودة وتصريف القيح.
• تصريف القيح طبيًا باستخدام إبرة معقمة داخل عيادة الطبيب. تنبيه: لا يُنصح أبدًا بمحاولة القيام بذلك في المنزل، لأنه قد يسبب التهابات خطيرة.
• قلب الجفن جراحيًا لتصريف القيح في حالات شحاذ العين الداخلي، وهي عملية يتم إجراؤها تحت التخدير بسبب حساسية المنطقة.
• استخدام العلاجات الدوائية، مثل المضادات الحيوية في حالة انتشار العدوى، أو مسكنات الألم لتخفيف الانزعاج.

إذا استمر التورم لفترة طويلة، أو كان هناك ألم شديد، أو ازدادت حدة الالتهاب، فمن الأفضل مراجعة طبيب العيون لتجنب المضاعفات المحتملة.

يُعد جليجل العين من المشكلات الشائعة التي قد تسبب إزعاجًا للمصاب، لكنه غالبًا ما يكون غير خطير ويزول تلقائيًا خلال أيام قليلة. ومع ذلك، فإن الاهتمام بنظافة العين وتجنب العادات الخاطئة، مثل استخدام المكياج الملوث أو عدم تعقيم العدسات اللاصقة، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة به.

في حال تكرار ظهور جليجل في عيني أو استمراره لفترة طويلة دون تحسن، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى استشارة طبيب العيون. لذا، فإن الوقاية والعناية الجيدة بصحة العين تظل الخطوة الأهم للحفاظ على رؤية مريحة وحياة خالية من الإزعاجات البصرية.